تقرير : استراتيجية صناعة السيارات في مواجهة هروب الشركات العالمية من مصر
صناعة السيارات في مصر في حاجة منذ سنوات للتحديث والتطوير ، ولكن هل يمكن أن تكون استراتيجية السيارات الجديدة صاحبة دور التحديث المرتقب أم ستكون بداية لدخول الصناعة لمرحلة الهاوية ؟
تعميق التصنيع المحلي
باتت استراتيجية صناعة السيارات علي وشك الصدور مع مناقشتها من خلال مجلس النواب لتكون بداية حسب تأكيد وزارة التجارة والصناعة لعصر جديد لصناعة السيارات في مصر . وترتكز الاستراتيجية بصورة كبيرة علي تعميق التصنيع المحلي بزيادة نسب المكون المحلي في صناعة السيارات مقابل حوافز وزيادة الأعباء علي الشركات المستوردة أو التي لا تلتزم بنسب التصنيع المحلية.
هروب المصنعين
ولكن في مواجهة هذه الاستراتيجية هناك حقائق عديدة ليست غائبة ولا خافية سواء علي صعيد الخبراء والمسئولين في مصر أو علي صعيد الشركات الأم التي بات توجهها علي خلاف الاستراتيجية تماماً. فمع قرب صدورها كان لابد لنا من توقع اهتمام مصنعي السيارات في العالم بالاستثمار في مصر ، ولكن يبدو انهم قرروا الهروب من السوق المصري لاسباب خفية وتوجهوا لأسواق أخري غير متوقعة.
كيا وفولكس فاجن
فشركة مثل شركة كيا العالمية التي كان ينتظر أن يكون لها دور في التصنيع المحلي في مصر ، قررت هجر هذه الفكرة ونقل عمليات تصنيعها للفترة المستقبلية لدولة اثيوبيا فيما توجهت فولكس فاجن بأفكارها التصنيعية للسوق الكيني تاركين خلفهم فكرة العمل في الصناعة في مصر بسبب الأوضاع الأخيرة واضطرابات العملة والمشكلات الارهابية مع تخبط السياسات الحكومية.
المغرب والجزائر
ورغم أن حجم مصر بالنسبة لمثل هذه الدول كبير ومتفوق خاصة من الامكانيات والناحية السكانية ولكن هذه الدول وفرت بيئة جاذبة للاستثمار تبحث عنها مثل هذه الشركات وهو نفس الأمر الذي ينطبق علي المغرب بصورة أكبر والجزائر بصورة أقل. وهذا يعني أن السيارات الأوروبية للسوق الأفريقي وجدت بوابة جديدة لها تتمثل في هذه الدول بعيدا عن مصر.