نقص المستعمل يدفع الأسعار للارتفاع بأمريكا وسوق المستعمل المصري بحال أصعب

تحدي جديد سيواجه مشتري السيارات المستعملة

قال تقرير أمريكي أن المستهلكين الذين يبحثون عن سيارة مستعملة سيواجهون تحديات أكثر أهمية في المستقبل. وقال التقرير أن سيعانون من مشكلة في ارتفاع أسعار السيارات المستعملة بسبب نقص أعدادها . ويأتي ذلك بعد أشهر من انخفاض أسعار السيارات المستعملة، حيث بدأت في الارتفاع ببطء في نهاية الصيف. ويُظهر تحليل لبيانات شركة Cox Automotive أن الاتجاه المقلق قد يؤدي إلى تضخم أسعار السيارات المستعملة حتى عام 2027.

عوامل عديدة تؤدي لنقص السيارات المستعملة بالسوق الأمريكي

وتصادمت مجموعة من القوى لتشكيل نقص هائل في المركبات المستعملة، بدءًا من عمليات الإغلاق والنقص بسبب كوفيد-19 إلى التأثيرات الاقتصادية. بالإضافة إلى ذلك، فإن قلة المركبات المتاحة للإيجار تؤدي إلى تضييق سوق السيارات المستعملة الهزيل بالفعل.

أسباب النقص

كيف يحدث هذا الأمر؟ سيلقي اللوم على عدة أشياء، معظمها يتعلق بجائحة كوفيد-19. وقد صنعت شركات صناعة السيارات في الولايات المتحدة 8 ملايين مركبة أقل من المعتاد خلال عامي 2020 و2022. قد أغلقت أو أبطأت الإنتاج. وانخفاض الإنتاج يعني أن 8 ملايين مركبة أقل ستصل إلى سوق السيارات المستعملة اليوم.

ارتفاع سعر الجديد تسبب في ارتفاع سعر المستعمل

وأدى نقص العرض، بما في ذلك الافتقار إلى الرقائق الالكترونية المطلوبة للميزات التكنولوجية العالية للسيارة، إلى توقف معظم خطوط التجميع التصنيعية، مثل منشأة ويست بوينت التابعة لشركة كيا. ومع تخفيف قيود الوباء، سارع المستهلكون إلى شراء مركبات جديدة ومستعملة، ولم تتمكن شركات صناعة السيارات من مواكبة الطلب المكبوت. ودفعت هذه العوامل أسعار السيارات الجديدة إلى الارتفاع، مما أدى إلى ارتفاع أسعار السيارات المستعملة بشكل كبير.

احتفاظ مؤجري السيارات في أمريكا بالسيارات وشرائها سيقلل المتاح في سوق المستعمل

وكان هناك عامل حاسم آخر أدى إلى تضخم أسعار السيارات المستعملة وهو جنون الشراء،  حيث رأى المستهلكون عددًا أقل من المركبات المتاحة للتأجير من عام 2020 إلى عام 2022. بالإضافة إلى ذلك، عندما انتهت عقود إيجار السيارات، اختار العديد من المستهلكين شراء السيارات التي انتهت عقود إيجارها بدلاً من تسليمها. كانت هذه الاستراتيجية خطوة مالية ذكية حيث تم حساب القيم المتبقية عندما كانت تكلفة السيارات أقل. وهذا الاتجاه مستمر اليوم، مما سيؤدي إلى انخفاض عدد السيارات المستعملة.

عام 2027 قد يكون عام انخفاض أسعار المستعمل

وقال روب: "نرى اليوم التأثير الناجم عن انخفاض إنتاج ومبيعات المركبات الجديدة منذ ثلاث سنوات". وأضاف روب أن شركات صناعة السيارات كانت تؤجر 32٪ من مركباتها. ومنذ الوباء، انخفض هذا الرقم إلى حوالي 25٪ إلى 26٪. وقال إن الصناعة تتوقع 3 ملايين سيارة هذا العام مع استحقاقات الإيجار، بانخفاض 11٪. ومع ذلك، من المقرر أن يكون عدد استحقاقات الإيجار أقل في عامي 2025 و2026 عند 2.5 مليون و2.7 مليون على التوالي. كما أكد أن التعافي لن يحدث حتى في 2026.  وقد يكون عام 2027 عام التعافي حيث يمكن أن يتراكم المعروض من السيارات المستعملة بما يكفي لخفض الأسعار بشكل كبير.

التأثيرات على أسعار السيارات المستعملة

لقد وضع نقص العرض ضغوطًا على أسعار السيارات المستعملة. شاهد المستهلكون ارتفاع أسعار قوائم السيارات المستعملة بأكثر من 27٪ في عام 2021، من حوالي 22000 دولار إلى أكثر من 28000 دولار في ذلك العام، وفقًا لتحليل Cox Automotive . في وقت سابق من هذا العام، انخفضت أسعار السيارات المستعملة ببطء قبل أن تستقر في بداية الصيف. الآن، ترتفع أسعار السيارات المستعملة المتوسطة مرة أخرى، حتى 25415 دولارًا في يوليو - 164 دولارًا أعلى من يونيو، أو بزيادة بنحو 0.6٪.

تغيير كبير متوقع في أسعار السيارات المستعملة في الخريف 

يُظهر مؤشر رئيسي آخر لأسعار السيارات المستعملة تغييرًا كبيرًا قادمًا هذا الخريف. دفع التجار المزيد مقابل السيارات المستعملة في المزادات لأول مرة منذ أشهر. ونظرًا لأن الأمر يستغرق من ستة إلى ثمانية أسابيع حتى يصل تأثير أسعار المزادات المرتفعة إلى المستهلكين، فسوف يرى مشترو السيارات المستعملة أسعارًا أعلى في أكتوبر. 

حالة سوق المستعمل في مصر أصعب من الوضع في أمريكا

الحالة التي نتحدث عنها في السوق الأمريكي ليست مختلفة عن السوق المصري للسيارات المستعملة, بل يعتبر سوق المستعمل في مصر أكثر معاناة مع استمرار نقص السيارات الجديدة منذ فترة الوباء في مصر وتراجع معدلات الاستيراد ثم غلق الاستيراد من الأساس في الشهور الأخيرة والسماح بدخول محدود للسيارات الجديدة كل فترة, مما قاد بدوره لزيادة أسعار السيارات الجديدة بعد انخفاضها في مارس الماضي وما بعده, ولكن الزيادات عادت من جديد في يونيو وهو ما انعكس بدوره على سوق السيارات المستعملة بمصر.